قوى الأمن الداخلي تصدر بياناً بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لتأسيسها

أصدرت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا، بياناً بمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة لتأسيس قوى الأمن الداخلي، وجاء في نصه.

في الثلاثين من تشرين الأول، نستذكر بفخر واعتزاز مرور اثنا عشر عاماً على تأسيس قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، هذه المؤسسة الوطنية التي وُلِدت من رحم تضحيات شعبنا، لتكون درعاً حامياً لأمنه واستقراره، وسنداً راسخاً في بناء مجتمعٍ يسوده السلام والعدالة.

لقد انطلقت قوى الأمن الداخلي منذ تأسيسها من إيمانٍ عميقٍ بأن الأمن ليس أداة سلطة، بل واجب ومسؤولية وطنية وإنسانية، هدفها حماية الإنسان أولاً، وصون كرامته وحريته، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وضمان استقرار المجتمع بكل مكوناته.

وفي مسيرة اثنا عشر عاماً من العمل والعطاء، أثبتت قوى الأمن الداخلي أنها قوة منظمة ومنضبطة، تعمل وفق أسس مهنية ووطنية عالية، فكانت في طليعة من تصدّوا للإرهاب، وواجهوا خلاياه ومخططاته، وضربوا بيدٍ من عدلٍ وحزمٍ على أيدي المجرمين وتجار المخدرات والعابثين بأمن المجتمع.

وتؤكد قيادتنا العامة أن حماية المدنيين وصون السلم الأهلي كانت وستبقى في مقدمة أولوياتنا، وأننا مستمرون في تطوير أدائنا، وتعزيز قدراتنا، بما ينسجم مع متطلبات الأمن المجتمعي، وروح العدالة والمساءلة والالتزام بالقوانين والأنظمة.

إنّ قوى الأمن الداخلي تمثل اليوم هوية وطنية جامعة، تجسّد التآخي والتنوع السوري الأصيل، حيث تضم في صفوفها الكُرد والعرب والسريان والآشوريين والشركس والإيزيديين، يعملون جميعاً كتفاً إلى كتف في سبيل خدمة الشعب، مؤمنين بأن قوتنا في وحدتنا، وأن الأمن مسؤولية جماعية لا تعرف التمييز.

وللمرأة في مؤسستنا حضورها الرائد والفاعل؛ فهي شريكة في القرار والتنفيذ، تؤدي واجباتها في مختلف الميادين الأمنية والإدارية، وتجسد قيم الحرية والمساواة، لتكون نموذجاً مشرقاً للمرأة السورية الحرة القادرة على القيادة وحمل المسؤولية.

لقد أثبت نموذج الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، القائم على الشراكة المجتمعية واحترام التنوع والالتزام بالقانون، أنه نموذج ناجح وقابل للتعميم على عموم الجغرافيا السورية. فهذا النموذج الذي رسّخ مفهوم الأمن الإنساني القائم على حماية المواطن لا السيطرة عليه، يشكل اليوم تجربة رائدة في بناء مؤسسات أمنية وطنية ديمقراطية تخدم الشعب بكل مكوناته. ومن هذا المنطلق، نؤكد أن تعميم هذا النموذج في سائر المدن السورية هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن المستدام، وترسيخ دعائم السلام الأهلي، وضمان مستقبلٍ تسوده العدالة والمساواة بين جميع السوريين.

في هذه الذكرى المجيدة، نجدد عهدنا أمام شعبنا بأن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء الذين عبدوا ببطولتهم طريق الأمان، وأن نواصل المسيرة بعزيمةٍ لا تلين من أجل ترسيخ الأمن، ومحاربة الإرهاب والجريمة والمخدرات، وحماية قيم العدالة والعيش المشترك في عموم شمال وشرق سوريا.