جامعة الشرق.. أربع سنوات من التميز الأكاديمي والبحثي نحو مستقبل علمي واعد

قالت الرئيسة المشتركة لجامعة الشرق في الرقة، رنا مصطفى عبد القادر، إنَّ الجامعة بدأت أولى مفاضلاتها في العام2021، والذي تأسست فيه، بمشاركة نخبة من الكوادر الأكاديمية، حيث شهدت إقبالاً واسعاً من الطلبة.

وأشارت عبد القادر إلى أن جامعة الشرق تتَّبع نظاماً أكاديمياً مميزاً يختلف عن بقية الجامعات في المنطقة، إذ يُلزم الطلبة بنسبة دوام لا تقل عن 80% مع التركيز على الجانب البحثي والتطبيقي في العملية التعليمية.

وأضافت أن العلاقة بين الدكتور والطالب في الجامعة تقوم على التفاعل والنقاش العلمي مما يمنح الطالب دوراً محورياً في بناء معارفه ومهاراته.

وحول الصعوبات التي واجهت الجامعة خلال انطلاقتها، أوضحت رنا بأن التحديات كانت تتمثل في تأقلم الطلبة مع النظام الأكاديمي الجديد، إلا أن الأمور أصبحت أكثر سلاسة خلال السنوات اللاحقة مع تراكم الخبرة لدى الكادر التدريسي والإداري.

وخلال أربعة أعوام شهدت الجامعة تطوراً ملحوظاً في بنيتها الأكاديمية حيث أُضيفت كليات ومعاهد جديدة بشكل متواصل،
فقد تم افتتاح كلية الحقوق وكلية اللغة الإنجليزية إلى جانب كليات الزراعة والعلوم والاقتصاد والتربية والآداب والعلوم الإنسانية.

كما تضم جامعة الشرق عدداً من المعاهد المتخصصة، وهي معهد العلوم الإدارية والمالية (قسم الإدارة والمحاسبة) ومعهد اللغات (الإنجليزية، الفرنسية، الكردية) ومعهد البرمجة والحاسوب.

وفي العام الدراسي 2025 – 2026 أطلقت الجامعة مجلة علمية محكمة بسلسلتين: العلوم الإنسانية والعلمية، إضافةً إلى مركز للدراسات والأبحاث ومعهد للدراسات العليا بدأ بثلاثة برامج ماجستير في تخصصات الحقوق والزراعة والكيمياء التطبيقية، ونوهت عبد القادر إلى وجود خطط مستقبلية لافتتاح برامج دكتوراه بعد دراسة احتياجات المجتمع وسوق العمل.

وخرجت جامعة الشرق في 29 تشرين الأول الماضي دفعتها الأولى وضمَّت 129 طالباً وطالبة، حيث وصفت عبد القادر هذا اليوم بأنه ثمرة تعب وصبر وجهد متواصل على مدى أربع سنوات، مؤكدةً أن الخريجين سيكون لهم دور بارز في خدمة المجتمع والإدارات والمؤسسات المختلفة.

ويقدر عدد طلاب جامعة الشرق بنحو 800 طالب وطالبة، موزعين على مختلف الكليات والمعاهد فيما تعمل الجامعة على توسيع فروعها، إذ افتتحت العام الماضي فرعاً في مدينة الطبقة يضم أقسام اللغة الإنجليزية واللغة الكردية والهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، إضافةً إلى كلية التربية.

كما قالت الرئيسة المشتركة لجامعة الشرق إن افتتاح أي قسم جديد يتم بعد دراسة معمقة ومناقشات داخل مجلس الجامعة وبالتنسيق مع هيئة التربية، لضمان انسجام البرامج مع احتياجات المجتمع وسوق العمل.

وتسعى جامعة الشرق بالتعاون مع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا إلى توسيع حرمها الجامعي نظراً لازدياد عدد الطلبة وضيق القاعات، حيث يجري العمل على مشروع لإنشاء مبنى جامعي متكامل يضم مرافق تعليمية وسكنية وإدارية ضمن بيئة أكاديمية متطورة.

ومن جانبه أشار عضو الهيئة التدريسية في جامعة الشرق، الدكتور رياض العلي، إلى أنَّ الجامعة تعمل على تطوير منظومتها التعليمية عبر اعتماد استراتيجيات ونماذج حديثة تهدف إلى تغيير أساليب التعليم والتعلُّم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.

وأضاف العلي أن الجامعة بدأت فعلياً في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية لتعزيز جودة التعليم وتحسين كفاءة المعلمين والمحتوى الأكاديمي، موضحاً أن التعليم في جامعة الشرق يرتكز على المتعلم واحتياجاته واهتماماته بدلاً من الاقتصار على تلقين المعلومات.

وتابع أن الجامعة تطبق نظام التعليم القائم على الإتقان، حيث لا ينتقل الطالب من مستوى إلى آخر إلا بعد إتمام متطلبات المستوى الحالي بنجاح وهو ما يساهم في تقليل الفجوات التعليمية التي قد تواجه الطلبة.

كما أكد العلي أن الجامعة تركز على برامج التطوير المهني للمعلمين وأعضاء الهيئة التدريسية من خلال دورات تدريبية وأنشطة تقييم مستمرة تهدف إلى رفع كفاءتهم وتحسين جودة التعليم.

واختتم الدكتور رياض العلي حديثه بالقول إن جامعة الشرق تسعى من خلال هذه الخطوات إلى بناء نظام تعليمي حديث وفعَّال يجمع بين التكنولوجيا والممارسة الواقعية والإبداع الأكاديمي، لإعداد جيل من الخريجين القادرين على المساهمة الفاعلة في تطوير مجتمعهم وبناء مستقبل أفضل.