حسين عثمان: يجب العمل معاً لبناء وطن سوري يتسع للجميع

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا حسين عثمان على ضرورة تكثيف الجهود في هذه المرحلة الحساسة من أجل نبذ الطائفية والعنصرية، والتصدي لكل محاولات زرع الفتن والانقسامات، والعمل معًا على بناء وطن سوري يتسع للجميع، يُكرّس ثقافة التعدد والتنوع كقوة غنى لا كأداة صراع.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السيد حسين عثمان خلال فعاليات كونفرانس وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا الذي انطلقت فعالياته في مدينة الحسكة صباح اليوم.
وقال حسين عثمان في مطلع كلمته: “إننا نلتقي اليوم في لحظة فارقة من تاريخ منطقتنا، حيث تتطلب المرحلة منّا أقصى درجات المسؤولية الوطنية والمجتمعية، لنكون على قدر التحديات، ونرسم معًا ملامح مستقبلٍ يليق بتضحيات شعوبنا”.
وأضاف: “لقد شكّلت مكونات شمال وشرق سوريا – من كردٍ وعربٍ وسريان آشوريين وتركمانٍ وشركسٍ وغيرهم – نموذجًا رائدًا في التكاتف والتضامن، سواء في مرحلة تحرير المنطقة من القوى والأنظمة الظلامية، والإرهاب العالمي المتمثل بتنظيم داعش، أو في مراحل البناء السياسي والاجتماعي”.
وأكمل قائلاً: “لقد كان امتزاج دماء شباب وشابات هذه المكونات في ساحات النضال شهادة حية على وحدة الموقف والمصير، وعلى أن التعايش والاحترام المتبادل لم يكونا مجرد شعارات، بل ممارسة حقيقية رسّختها التضحيات والمواقف البطولية”.
وأشار إلى أنه “كان لهذه المكونات الدور الريادي في تأسيس مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، الذي انطلق من مبدأ الشراكة والاعتراف المتبادل، وأصبح اليوم إطارًا يعبّر عن إرادة شعوب المنطقة، وينهض بخدمة قضاياها العادلة، ويصون مكتسباتها”.
وأكد بأن تجربة شمال وشرق سوريا أثبتت بأن بناء سوريا حرة ديمقراطية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تكاتف مكونات المجتمع السوري، ووحدة موقفهم، ورفض كل أشكال الإقصاء والاستبداد. وإن نموذجنا هذا، بما يحمله من مبادئ العدالة والمساواة واللامركزية، يمثّل حجر الأساس لأي مشروع مستقبلي لسوريا جديدة تحتضن جميع أبنائها دون تمييز.
وأضاف: “ومن هنا، فإننا نؤكد على ضرورة تكثيف الجهود في هذه المرحلة الحساسة من أجل نبذ الطائفية والعنصرية، والتصدي لكل محاولات زرع الفتن والانقسامات، والعمل معًا على بناء وطن سوري يتسع للجميع، يُكرّس ثقافة التعدد والتنوع كقوة غنى لا كأداة صراع”.
وتابع بالقول: “إن وحدتنا اليوم هي الضمانة الحقيقية لصون مكتسباتنا، وهي الرسالة الأقوى التي نبعث بها إلى كل من يراهن على تفكيك نسيجنا المجتمعي: أننا باقون معًا، نكمل المسيرة، ونسعى لبناء سوريا لكل أبنائها، قائمة على الحرية والديمقراطية والكرامة”.
وفي ختام كلمته، قال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا: “معاً من أجل سوريا تعددية، لا مركزية، ديمقراطية، تحتضن كل مكوناتها دون استثناء، ونتوجّه بجزيل الشكر والتقدير إلى اللجنة التحضيرية لهذا الكونفرانس، على هذه المبادرة القيمة، وجهودها المخلصة في جمع هذا الطيف الواسع من ممثلي المكونات المجتمعية والسياسية، فبمثل هذه المبادرات تتعزز جسور التفاهم، وتُبنى الأسس الصلبة لمستقبل مشترك يعبر عن تطلعاتنا جميعًا، ونتمنى ان تنظم هكذا فعاليات على مستوى سوريا بكاملها لنكون حجر اساس بناء سوريا الجديدة ودرع نحمي به وطننا”.