مهرجان أوركيش للموسيقى… تنوُّع ثقافي يجمع مكوِّنات شمال وشرق سوريا على منصة واحدة

تتواصل في مدينة الحسكة فعاليات مهرجان أوركيش للموسيقى بمشاركة واسعة لفرق فنية تمثل مختلف المكوِّنات في شمال وشرق سوريا، إضافة إلى فرق قادمة من جنوب كردستان، في تظاهرة فنية تعكس غنى المنطقة بتنوعها الثقافي والاجتماعي، وتحول المهرجان، الذي انطلقت فعالياته يوم الإثنين ويُختتم اليوم الأربعاء، إلى لوحة فسيفسائية تجمع تراث المكوِّنات في مساحة واحدة.

وأكد عدد من المشاركين أهمية المهرجان في إبراز ثقافة كل مكوِّن وإيصال رسائل التعايش المشترك، وقال ديران أحمد الكردي، عضو الفرقة الأرمنية سايات نوفا – أرمن، إنَّ المهرجان يشكِّل فرصة لعرض تراث المكوِّنات المختلفة، ويُعد مساحة للتعرف المتبادل بين الثقافات المتجاورة في المنطقة.

ومن جانبه، أوضح خميس الطعمة، عضو فرقة ضفاف الفرات – الرقة، أنَّ المشاركة العربية في المهرجان تجسد مفهوم “أخوة الشعوب”، مؤكداً أنَّ كل مكوِّن قدَّم تراثه الخاص في مشهد يعبِّر عن رسوخ ثقافة العيش المشترك.

أما محمد جودي من فرقة تولهدان – الحسكة، فأشار إلى أنَّ المهرجان يحمل رسالة واضحة للعالم مفادها أنَّ “الكرد والعرب والسريان والأرمن والشركس والتركمان يجتمعون تحت ثقافة مشتركة ويعملون بمحبة لإحياء فنونهم”، لافتاً إلى أنَّ مشاركة فرق من الطائفتين الدرزية والعلوية كانت مقررة لكنها تعذرت بسبب عوائق لوجستية.

وبحضورٍ لافت لفرق من جنوب كردستان، عبَّر حسين بيرو من فرقة روج – زاخو عن فخره بالمشاركة في المهرجان قائلاً إنهم جاؤوا من زاخو لتقديم جزء من تراثها للجمهور في روج آفا، وأضاف أنهم شاهدوا في المنطقة “حيوية فنية متنامية وشباباً مبدعين يعملون بجد لإحياء تراثهم”.

وأكد بيرو أهمية الأغاني الكردية التراثية في الحفاظ على اللغة والثقافة الكردية، واصفاً إياها بأنها “جزء أصيل من التاريخ الكردي”.