مجلس الأديان والمعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا يطرح في منتدى رؤية سياسية لبناء سوريا الجديدة

نظَّم مجلس الأديان والمعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا، الخميس، منتدى حواري حول الرؤية السياسية والدينية لبناء سوريا الجديدة، تحت شعار:” رؤيتنا لمشروع دستور سوريا بما يتناسب مع التنوع الثقافي والعرقي والديني لطبيعة الشعوب السورية”، وذلك في مدينة الحسكة.

وحضر المنتدى ممثلون عن مؤسسات الإدارة الذاتية، والأحزاب السياسية، ونُخبة من المثقفين والأكاديميين، والمجلس الأرمني، ومجلس الأعيان.

كما قدمت عضوة مجلس الأديان والمعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا، وليدة البوطي، قراءة شاملة لمضمون الرؤية السياسية والدينية لبناء سوريا الجديدة، مؤكدةً على ضرورة إعادة بناء الدولة السورية على أساس المواطنة المتساوية والمصالحة المجتمعية.

وجاء في بنود الرؤية، أولاً: يؤكد المجلس رفضه القاطع لجميع أشكال التمييز الديني والطائفي والعرقي، ويدعو إلى تضمين مبدأ المساواة في الدستور السوري المستقبلي، بما يضمن حماية حرية المعتقد وصون حقوق جميع الديانات والمعتقدات، ويشدد على ضرورة عدم إدراج أي مادة تنص على دين رسمي للدولة، بما يحفظ حيادية الدولة تجاه المعتقدات.

ثانياً: يعتبر المجلس أن سوريا دولة متعددة الأديان والمعتقدات والقوميات، ولا يصح التعامل مع مكوناتها من منظور أكثرية وأقلية، ويؤكد أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات دون تمييز على أساس ديني أو مذهبي أو قومي.

ثالثاً: يُدين المجلس بشدة كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق مكونات المجتمع السوري بما في ذلك ما تعرض له العلويون والمسيحيون والإيزيديون والدروز، ويرفض استغلال الدين في الخطابات أو الحملات السياسية التي تؤدي إلى تأجيج الكراهية والانقسام، لما لذلك من آثار مدمرة على النسيج المجتمعي.

رابعاً: يشدد المجلس على أهمية احترام الخصوصية التعليمية لكل دين ومعتقد، كما ينبغي أن يتضمن المنهاج الدراسي فهماً مشتركاً لتاريخ الأديان والمعتقدات في سوريا، بما يعزز الفهم المتبادل والقبول المجتمعي.

خامساً: يطالب المجلس بإصدار تشريع خاص يضمن حماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان والمعتقدات، مع منح كل جهة دينية حق الإشراف على إدارة شؤون أماكنها المقدسة وفقاً لقيمها وأعرافها الخاصة.

سادساً: يرفض المجلس أي شكل من أشكال التمييز أو الاضطهاد الذي يُمارس بحق المرأة تحت ذرائع دينية أو ثقافية، ويؤكد على ضرورة ضمان مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة العامة واحترام حقها في تقرير مصيرها بحرية وكرامة.

سابعاً: يؤكد المجلس على أهمية تحديد ومحاسبة الجهات والأفراد المتورطين في الجرائم المرتكبة بحق الإيزيديين وجميع ضحايا الجرائم ضد الإنسانية في سوريا، والعمل على تقديمهم للعدالة وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وخلال المنتدى فتح باب النقاش أمام الحضور، وأكدوا على أهمية توعية كافة شرائح المجتمع السوري ونبذ خطاب الكراهية بين المكونات، مطالبين بدولة مدنية وأن لا تحكم البلاد تحت وطأة دين واحد، وشددوا على أنَّ الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا هي الحل الأمثل لبناء سوريا الجديدة.