وفد من منسقية المرأة في الإدارة الذاتية يشارك في كونفرانس “التحالف النسائي”

شارك وفد من منسقية المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، في كونفرانس نظمه مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، تحت شعار “التحالف النسائي أساس لبناء العدالة والديمقراطية في سوريا لا مركزية موحدة”، وذلك في مدينة الحسكة.

وحضر الكوانفرانس الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لإقليم شمال شرق سوريا السيدة أفين سويد، والرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا السيدة سهام قريو، وروهلات عفرين عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، وممثلات عن حركة المجتمع الديمقراطي، وبالإضافة للأحزاب السياسية ووجيهات العشائر العربية، ومجلس سوريا الديمقراطية ورابطة آل البيت ونخبة من المثقفين والكُتاب، والمجلس السرياني والأرمني، وحركات وتنظيمات نسوية مختلفة ونساء من الساحل بالإضافة إلى مشاركة نساء من السويداء عبر تطبيق الزوم.

وبدأ الكونفرانس بفقرة غنائية باللغات الثلاث، واستعراض سنفزيون لمراحل ثورة المرأة في المنطقة، كما ألقيت كلمة من قِبل عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا ريحان لوقو، رحبت بكافة النساء السوريات المناضلات، وأشارت إلى أن هذا الكونفرانس يمثل محطة استراتيجية لضمان حقوق كافة النساء السوريات من كافة المكونات، ويعتبر تاريخياً لأنه يجمع كافة النساء السوريات.

وتلتها كلمة عضوة تجمع نساء زنوبيا لمقاطعة الرقة خود العلي أكدت فيها بأن “نساء الرقة والطبقة ودير الزور نحمل على عاتقنا مسؤولية تاريخية في بناء مستقبل سوريا”.
ومن ثم ألقت الدكتورة والباحثة عبير سليمان، باسم النساء العلويات في الساحل السوري، كلمة أوضحت فيها بأنه لا يوجد في العالم كما يوجد في شمال وشرق سوريا حيث التطبيق الفعلي والحقيقي لدور المرأة، وقالت:” في بقعة جغرافية في شمال وشرق سوريا طبق ما يمكن أن ينصفني كامرأة وينصف جنسي”.

وأشارت إلى أنه يجب على أي سلطة تحكم سوريا أن تؤمن بفكرة الأمة الديمقراطية وتأخذ تجربة الإدارة الذاتية كنموذج ناجح يطبق في كامل الأرضي السورية لبناء سوريا المستقبل لأنها تعمل على تطبيق دور المرأة بشكل حقيقي.

وألقت عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة روهلات عفرين، أكدت فيها بأن إرادة المرأة الحرة أصبحت بيتاً لكل نساء سوريا، وشعلة يراقبها العالم بإعجاب، وأن الثورة النسائية لم ترفع شعار الدفاع عن المرأة فحسب، بل أسست لمفهوم أوسع يشمل حماية المجتمع وإعادة بناء الوطن على أسس العدالة والمساواة والحرية.

كما ألقت فوزة يوسف عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، كلمة أكدت فيها على أهمية الدور المركزي للمرأة في بناء الحرية والديمقراطية، وحذرت من استمرار خطاب التهديد في الحوار السوري، وأوضحت أن الخطوات التي قامت بها الحكومة السورية الانتقالية بتهميش وإنكار لجميع المكونات السورية، وهو ما أضعف مشروع بناء حكومة ديمقراطية شاملة.

وقالت فوزة يوسف بأن السلام الحقيقي لا يبدأ بالتهديد، وأن ثورة النساء في شمال وشرق سوريا هي الأساس لبناء الحرية، مشددة على أن الإعلان الدستوري للحكومة السورية الانتقالية بحاجة إلى تعديل لضمان حقوق المرأة ومكانتها في الحكومة القادمة”.

كما ألقيت العديد من الكلمات الأخرى باسم المكون السرياني ومجلس المرأة السورية ومجلس المرأة لشمال شرق سوريا والبيت الإيزيدي والمجلس السرياني والأرمني، أكدوا جميعاً على أهمية بناء سوريا لا مركزية تعددية ديمقراطية.

ثم فتح باب النقاش أمام الحضور، ليُختتم الكونفرانس بجملة من التوصيات جاءت كالتالي:

1- الدعوة إلى عقد مؤتمر نسائي وطني شامل، يشكِّل منبراً جامعاً للنساء السوريات من مختلف المكونات، بهدف بلورة رؤية مشتركة حول مستقبل سوريا، وصياغة أسس دستورية تكفل المساواة التامة وضمان حقوق المرأة، مع حماية وتطوير المكتسبات التي تحققت خلال الثورة.
2- النضال من أجل بناء سوريا تعددية، لا مركزية، ديمقراطية، تقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية، وتكفل المساواة التامة بين جميع المكونات القومية والدينية.
3- المطالبة بتعديل الإعلان الدستوري المؤقت بما يضمن حقوق المرأة والحريات الأساسية وتعزيز المشاركة الديمقراطية
4- رفض النسبة المحددة بـ(20%) كمشاركة للنساء في الانتخابات، والتأكيد على أن هذه النسبة مجحفة ولا تعبِّر عن حجم ودور المرأة في المجتمع، والمطالبة بأن لا تقل نسبة تمثيل النساء عن 50% في جميع الاستحقاقات الانتخابية والمناصب القيادية، بما يرسِّخ مبدأ الشراكة الحقيقية والمساواة التامة في صنع القرار.
5- اعتبار المكتسبات التي حققتها المرأة في شمال وشرق سوريا مكسباً نسائياً ووطنياً عاماً، والعمل على ترسيخها وتعميمها لتصبح إرثاً مشتركاً لجميع نساء سوريا.
6- إطلاق حملة نسائية واسعة داخل سوريا وخارجها للضغط من أجل بناء سوريا ديمقراطية، لا مركزية، تعددية، قائمة على الحرية والعدالة الاجتماعية.
7- تعزيز التحالف النسائي السوري عبر بناء شبكة وطنية من أجل توحيد نضالات المرأة السورية على كامل الجغرافيا السورية، بما يربط النساء من مختلف المكونات لمواجهة كل أشكال التهميش والإقصاء.
8- توحيد نضال النساء من أجل تنظيم صفوفهن وبناء قوة مجتمعية فاعلة، تعمل على تأسيس مجتمع ديمقراطي، أخلاقي وإيكولوجي، يقوم على مبدأ أساسي مفاده أن حرية المرأة هي الركيزة التي تُبنى عليها حرية المجتمع بأسره.
9- تكريس المشاركة السياسية للنساء عبر تمثيل عادل وفعلي في المؤسسات الإدارية والحكومية والمجالس المحلية .
10- مشاركة المرأة في تعزيز الثقة المجتمعية وترسيخ السلم الأهلي والمساهمة الفاعلة في بناء السلام ونبذ خطاب العنف والكراهية.
11- إرساء أدوات الحماية الذاتية للنساء من خلال التوعية والتعليم والتدريب، ومبادرات مجتمعية ضد كل أشكال العنف.
12- اتخاذ إجراءات فاعلة لحماية النساء السياسيات والقياديات والناشطات من الحملات الإعلامية الممنهجة بما في ذلك التوعية، المناصرة، الدعم القانوني وتعزيز منصات الإعلام البديل لرفع صوتهن بأمان
13- إبراز قيمة التنوع القومي والديني كقوة مجتمعية تعزز التعايش والتضامن وتدعم العدالة الاجتماعية.
14- تطوير برامج اقتصادية واجتماعية موجَّهة للنساء لتمكينهن من الاعتماد على الذات والمشاركة في إعادة بناء المجتمع.
15- دور المرأة في العدالة الانتقالية: ضمان مشاركتها الفاعلة في عمليات كشف الحقيقة، والمساءلة، والتعويض، والمصالحة الوطنية، بما يمنع تكرار الانتهاكات ويعزز العدالة الاجتماعية.
16- التأكيد على أهمية العودة الآمنة للنازحين من مناطق عفرين، سري كانية، وتل أبيض إلى ديارهم، مع ضمان حقوقهم وحماية أمنهم واستقرارهم.
17- دعم قوات حماية المرأة والتأكيد على دور ومكانة قوات حماية المرأة(YPJ) كركيزة أساسية في حماية المرأة والمجتمع، ودعمها في كل جهود المشاركة السياسية والاجتماعية، باعتبارها نموذجاً حياً لتمكين النساء في مواجهة الحروب والعنف.
18- تعزيز النضال النسائي في سوريا من خلال التواصل والتعاون مع الحركات النسائية العالمية، لتبادل الخبرات وإيصال صوت المرأة السورية كجزء فاعل من النضال الأممي من أجل حقوق النساء.
بهذه المخرجات، أعلن الكونفراس أن النساء السوريات مصممات على أن يكنَّ المرجعية الحقيقية في رسم مستقبل البلاد، وأن التحالف النسائي العابر للهويات الضيقة هو الطريق إلى سوريا ديمقراطية، لا مركزية، تعددية، حرة وعادلة.