حسين عثمان: الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لعدم تكرار مجازر الإبادة التي حصلت في شنكال
- 03-08-2025

في ذكراها الحادية عشر ندد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا حسين عثمان، بمجزرة شنكال التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق المجتمع الإيزيدي في شنكال، وأكد أن المجزرة لقد كشفت عن حجم الخطر الذي يمثله الفكر الظلامي المتطرف على الشعوب.
كلمة الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي حسين عثمان جاءت خلال مشاركته بمراسم تشييد المزار الإيزيدي في قرية دوكري التابعة لمدينة عامودا، التي جاء فيها:
أيها السيدات والسادة الحضور الكريم
في مثل هذا اليوم، قبل أحد عشر عاماً، ارتكب تنظيم داعش الإرهابي واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ المعاصر، حيث شنّ هجوماً همجياً على شنكال، مستهدفاً المجتمع الإيزيدي في وجوده وثقافته وكيانه الإنساني. كانت مجزرة شنكال جريمة إبادة جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، طالت الآلاف من الأبرياء، حيث قُتل المئات من الرجال والشيوخ، واختطفت النساء والفتيات وتعرضن لأبشع أنواع الانتهاكات، فيما هُجّر عشرات الآلاف من ديارهم، وما زال الكثيرون حتى اليوم يعيشون آثار تلك الجريمة في اللجوء والتشرد والمفقودين.
إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ونحن نُحيي ذكرى هذه الفاجعة الأليمة، نقف بإجلال أمام أرواح الضحايا ونُجدّد تضامننا الكامل مع أهلنا من أبناء وبنات المجتمع الإيزيدي، ونؤكد أن هذه الجريمة لن تُمحى من الذاكرة، وأن تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة، وتوفير الحماية والدعم للإيزيديين هو حق لا يقبل التهاون.
لقد كشفت هذه المجزرة عن حجم الخطر الذي يمثله الفكر الظلامي المتطرف على الشعوب، لا سيما على المكونات الأصيلة، وأكدت في ذات الوقت على أهمية التكاتف والوحدة في وجه مثل هذه التهديدات. وفي هذا السياق، نؤكد أن سوريا، وطنٌ لجميع مكوناتها، بكل أطيافها الدينية والعرقية والثقافية، ولن تكون قوية إلا بوحدة أبنائها والتفافهم حول مشروع وطني جامع يحمي الجميع دون استثناء.
إن الوحدة الوطنية لمكونات سوريا هي صمام الأمان الحقيقي لدرء المجازر والانتهاكات، وهي الضمانة كي لا تتكرر فواجع كتلك التي حصلت في شنكال، سواء في شمال وشرق سوريا أو في أي بقعة من الجغرافيا السورية.
نحن في الإدارة الذاتية، نؤمن أن غنى سوريا يكمن في تنوعها الثقافي والاجتماعي، وأن هذا الغنى يجب أن يكون مصدر قوة وركيزة في بناء مستقبل ديمقراطي عادل، لا مكان فيه للإقصاء أو التهميش، بل يسود فيه العيش المشترك والمساواة والكرامة والعدالة لجميع السوريين.
في ذكرى هذه المجزرة، نُجدد عهدنا بأن نواصل نضالنا من أجل الحرية والعدالة، وأن نبقى صوتاً لكل المظلومين، ومدافعين عن حقوق جميع المكونات، كي لا تتكرر المآسي، وكي تبقى سوريا وطناً للجميع.